الاثنين، 24 أكتوبر 2016

مشكلة فتاة تعانى من تأخر الزواج




أنا فتاة مهندسة، بعمر 24 عاماً، ملتزمة دينياً -بفضل الله- وجميلة، ومن عائلة معروفة وكبيرة، يتقدم لي خطاب ولا تتم الأمور، يعجب أهلهم بي وأعجب بهم، ولكن الشاب يذهب دون سبب!!! قبل فترة ذهبت إلى شيخ برفقة قريبتي وعندما قرأ الشيخ القرآن بكيت ثم بدأت يدي اليسرى بالارتجاف، وبعد الكلام قال الشيخ: إني مسحورة لتعطيل الزواج! رغم أني ملتزمة جداً بالصلوات والنوافل وقيام الليل، فماذا أفعل؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

نشكركم على تواصلكم معنا؛ ونسأل الله لكم الشفاء؛ وأن يرزقك الله الزوج الصالح.

ما ذكرتى من علامات مما ظهر عليكى يعد من أعراض السحر أو المس أو العين، ولا يلزم أن الذي لديك هو السحر؛ وقد تظهر علامات أخرى من خلال القراءة والرقية الشرعية؛ وأبشري بخير؛ ففك السحر أو العلاج من العين أو المس ممكن بإذن الله تعالى. فمما يمكن أن ننصح به الآتي:

- عليكى بالاستعانة بالله تعالى؛ وكثرة الذكر، وخاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم؛ وعليك بكثرة الاستغفار؛ وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى؛ فالشفاء بيد الله تعالى...
- استمري بالمحافظة على الصلوات والنوافل وقيام الليل؛ فهذا بلا شك من الأسباب الشرعية للخلاص من هذه الأدواء، وننصحك أن تخرجي الصدقة للمحتاجين، ففي الحديث (داووا مرضاكم بالصدقة)، فالصدقة لها أثر عجيب في تفريج الهم، بإذن الله تعالى. 
- مما ننصح به الحذر من الذهاب للسحرة والمشعوذين لفك السحر؛ فهذا لا يجوز شرعاً؛ وإنما عليكى بالرقية الشرعية من القرآن والسنة، وما ثبت عن السلف الصالح؛ ويمكن أن ترقي نفسك بنفسك. 
وتكون الرقية الشرعية بالآتي: 
- اقرئي الفاتحة عدة مرات ثم انفثي على اليد وامسحي الجسد ومكان الألم، وقراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات على ماء وشربه؛ أو الاغتسال به؛ بشرط أن لا يسقط في مكان النجاسات، واقرئي سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة في البيت؛ وإذا شعرتى بالتعب فيمكن أن تستمعي لها من صوت أي قارئ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم. 
خذي عسلاً طبيعياً واقرئي عليه سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات 3 مرات؛ ثم اشربي منه، ومن الرقية التي يمكن أن ننصح بها خذي قليلاً من الماء وأضيفي عليه ملحاً؛ وأوراق سدر مطحونة؛ ثم اقرئي عليه الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وأول خمس آيات من سورة البقرة سبع مرات، وسورة الكافرون سبع مرات، وسورة الإخلاص سبع مرات، وسورة الفلق سبع مرات، وسورة الناس سبع مرات، وآيات السحر، وآيات الحسد، ثم يشرب منه، ويغتسل منه، بعد أن يوضع في الثلاجة ليكون بارداً - إذا استطعت - ويُغتسل به عدة مرات حتى ينتهي. 
حاولي التحلي بالصبر ولا تستعجلي، فلعل المرض قد يتأخر الشفاء منه لبعض الوقت، ولا بأس من الذهاب إلى قارئة بالرقية الشرعية؛ ولا بأس من الذهاب إلى قارئ ولكن لا بد من وجود محرم. 

وفقك الله إلى كل خير.

السبت، 22 أكتوبر 2016

مخطوبة ولكني أحب شابًا منذ أربع سنوات، فكيف أنساه؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، تعرفت على شاب منذ 4 سنوات، حاولت أن أنساه وأبتعد عنه لكن دون فائدة، التزمت بمدارس التحفيظ، وحفظت ثلث القرآن، وكنت أدعو الله دائما أن أنساه، ولكنني لم أنسه..أنا مخطوبة الآن، وأخي علم بقصتي مع ذلك الشخص، و ضربني ضربا مبرحاً، وأعرف أنني مذنبة الآن ومن قبل، وأحاول التوبة، ولكني أعود لذنبي، فماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: 

نشكرك على التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، وأما الجواب على ما جاء في طلب الاستشارة فيكمن في الآتي:
- بداية نحمدالله تعالى الذي هداك إلى طريق الخير والصلاح، ووفقك إلى حفظ القرآن الكريم، ونسأل الله أن يثبت حفظ القرآن في صدرك، وأن يعينك على إتمام حفظه.
- أرجو أن لا تذكري ما سبق من علاقة مع ذلك الشاب لأي أحد كائنا من كان، فالستر مطلوب وهو نعمة عظيمة علينا، نسأل الله من فضله. 
- واعلمي أن تذكرك لذلك الشاب وبعد التوبة من هذه العلاقة، أن هذا من نزغات الشيطان الذي يريد أن يغويكى ويعديك إلى ذلك الطريق المنحرف الذي قد تبتِ منه، فحتى تدفعي مداخل الشيطان عليكى بالإكثار من الذكر والاستغفار، وإذا وسوس لك الشيطان وذكرك فاستعيذي بالله من شره.
- ومما يعين على نسيان ذلك الشاب ما يلي: 
* أن تعلمي أن العلاقة كانت محرمة ولا يجوز تذكرها، لأنها معصية وقد تبتِ منها، ولأن هذه العلاقة لو كان قد علم بها الناس لحصل عليك وعلى أهلك التعيير والكلام الذي لا تحبين أن تسمعيه، ولذلك وجب عليك النسيان حتى لا تعودي إلى تلك المعصية. 

* استشعار قبح ذلك الذنب، لأنه مما يغضب الله ويجلب سخطه، وأنه انحراف خطير لو كانت العلاقة استمرت.
* إشغال النفس بكل نافع ومفيد، وخاصة في حال الخلوة بكثرة الذكر والقراءة، والجلوس مع الأخوات الصالحات.
* التضرع إلى الله تعالى أن يصرف عنك ذلك الشر. 
* التخلص من كل وسيلة تواصل مع ذلك الشاب من رقم تلفون وغيره، لأن بقاء وسائل الاتصال مدعاة للتذكر. 
* محاولة التعجيل بالزواج من الخاطب الذي تقدم لك، فالزواج حصن للمرأة المسلمة من مضلات الفتن. 


الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

مشكلة فتاة: كيف أتغيَّر للأفضل وأنجح فى حياتى




أنا طالبة جامعية كنت متفوقة، ولكن في السنة الثانية من المرحلة الثانوية لم أحرز مجموعًا كبيرًا، فتغيرت حياتي للأسوأ وكنت راغبة في دخول كلية الطب، أو الصيدلة، ولكن لتدني مستواي لم أدخل إحداهما..كنت أرغب ارتداء الحجاب ولكن أهلي قالوا لي بعد أن تخلصي الجامعة.. علمًا أنني أبكي من خشية الله، وأحب الرسول وأهل الذكر والتقوى.. ولكن رغم هذا لم أوفق في كثير من أمور حياتي، وكلما أطلب حاجة يحصل لي غيرها..فهناك طلاب التحقوا بكليات عادية وأصبحوا نجومًا وأساتذة جامعيين فلِمَ لا أكون مثلهم؟ فأنا أكره الكلية التي أنا بها لأنها ليست رغبتي.. أرشدوني ماذا أفعل؟




قرأت رسالتكِ المفصلة، وأسعدني أشياء وآلمني أشياء أخرى، أسعدني ما أحسست به من النزعة الدينية، والرغبة في الستر بالحجاب الإسلامي، وأعجبني إلى حد ما موقف الأسرة حيث إنها لم ترفض كما يفعل الكثيرون، بل أرادوا أن يضمنوا نُضْجَ تفكيرك وتمام اقتناعك، ولو أنكِ تمسكتِ برغبتك ما رفضوا هذا المطلب، وهذا دليل على أنكِ نشأت في بيئة طيبة محافظة وتلك أكبر نعمة من الله.وأسعدني أيضا رقة القلب التي حباكِ الله تبارك وتعالى بها، والْمُمَثَّلة في رهافة الحس والبكاء من خشية الله وحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحب أهل الذكر وأهل التقوى، وهذه نعمة أخرى كبيرة منَّ الله سبحانه وتعالى عليكِ بها. ولكن آلمني كثيرا ما قلتيه إنكِ تهاونتِ في المذاكرة في المرحلة الثانية من الثانوية العامة؛ لأنكِ على حد قولك لم تحصلي على مجموع في المرحلة الأولى وكنتِ متفوقة وبناء عليه تغيرت حياتك من سيء لأسوء: مِنْ كرهك للجامعة التي التحقتِ بها والانعزال عن أصحابك رغم أنكِ كنتِ اجتماعية كما تقولين، وأصبحتِ لا تحبين أحدًا ولا تثقين في أحد، والله أعلم ماذا سيكون شكل المرحلة القادمة من حياتك إذا لم تسارعي بالتغـيُّر لأن الصورة أمامك الآن مشوشة. وكما تقولين [كلما تطلبين حاجة تجدين عكسها] وهذه نتيجة منطقية لما أوصلت نفسك إليه، سامحكِ الله. وأنصحكِ بالآتي: المفروض على كل مسلم أن يحسن الظن بالله، وخصوصًا إذا كان قد أحسن العمل؛ لأن عطاء الله لا يقف عند كلية معينة، فإذا كنتِ حقا أديتِ ما عليك، فلا بد أن تعلمي جيدا أن الله سبحانه وتعالى أراد لكِ الخير في مكان آخر غير الطب والصيدلة.
وتقولين لنفسك: إن هناك طلابا التحقوا بكليات عادية، ومعاهد متوسطة، وأصبحوا نجومًا فيها وأساتذة جامعيين، فلم لا أكون واحدة منهن، وخصوصا أنني مجتهدة ومتفوقة منذ الصغر، ولكنكِ لم تَصْدُقِي الله، فلم يَصْدُقْكِ الله، ويئستِ من أول جولة، وتركت الملعب برمته، وهذا ضعف وقنوط، وهذا ليس من الإيمان؛ لأن المؤمن قوي بثقته بالله أولا، ثم ثقته بنفسه، وربما كان هذا بسبب الصراع النفسي الذي بداخلك. وأنتِ أيتها البنت الغالية، تريدين أن تكوني مؤمنة قوية، وما فعلتيه من تهاون ويأس وقنوط من رحمة الله تبارك وتعالى يجعلك مؤمنة ضعيفة، ويجعلك لُعْبَةً في أيدي الشيطان، يُكَرِّهكِ في هذا ويُخَوِّفكِ من ذاك ، ويُسَلِّيكِ ويضحككِ ، والله أعلم ماذا بعد هذا؟ ...ولكنكِ يا بنيتي -لأن أصلك طيب- بادرت بطلب النصيحة، وهذه أول خطوة في العلاج: فقومي يا بنيتي أولا بغلق كل مداخل الشيطان ووساوسه وقَوِّي إيمانك، وتقربي إلى الله بالنوافل، واجعلي لكِ وِرْدًا يوميًّا ولو نصف ساعة تنقطعين فيها لذكر الله وقراءة أو تعلم القرآن. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" [الشمس:7-10].وتزكية النفس يا بنيتي لا تكون إلا بتذوق حلاوة الإيمان، والإيمان قول وعمل يزيد بزيادة القول والعمل وينقص بنقصهما. وبعد تزكية النفس وغلق مداخل الشيطان، انهضي لعملك وكُلِّيَّتك ومذاكرتك، واعتبري هذه الكلية هي اختيار الله لكِ، ولا بد أنه يعلم أن فيها الخير، فلماذا لا تسعين إلى قمة الخير في هذه الكلية، وتُواصلين دراستك بعد الانتهاء منها، وكلك ثقة وأمل وحسن ظن بالله. فهذه هي الدوافع الحقيقية التي لا تجدينها الآن، والتي سوف يؤدي إيمانك بها إلى تغيير كلي في أمور حياتك وفي علاقاتك بأسرتك وأصحابك وأقاربك وزوجكِ في المستقبل العاجل بإذن الله، وسوف تزول العصبية؛ لأن قوة الإيمان تشرح الصدر وتُعَلِّم الصبر، وتأتي بخيرَيِ الدنيا والآخـرة. قال الله تبارك وتعالى: "وَالْعَصْـرِ * إِنَّ الْإِنْسَـانَ لَفِي خُسْـرٍ * إِلَّا الَّذِيـنَ آَمَنُـوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:1-3]. والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم وهو ولي التوفيق.