الثلاثاء، 28 يونيو 2016

مشكلة شاب يطيع الله ويعصيه ولا يدرى ماذا يفعل






السلام عليكم. أنا شاب مسلم في الجامعة والمعاصي قد تفشت فيها بشكل كبير ، حتى رمضان المبارك أصبح شهراً للسهر والحفلات للأسف، أنا في تناقض كبير في حياتي فأنا أصلي وأصوم وأحب قراءة القرآن الكريم وأسمع الكثير من الأشرطة الإسلامية وأشرطة السيرة النبوية الشريفة والقرآن الكريم وأمنيتي الأولى والأخيرة هي الشهادة في سبيل الله، وأدعو أصدقائي دائماً إلى الصلاة و قد هدى الله بعضهم على يدي، ولكن مع هذا فأنا أتكلم مع طالبات الجامعة في أمور غير محرمة وأسمع القليل من الأغاني وأحلق لحيتي وأدخن السجائر وأنظر إلى الصور الفاسقة لذلك أرسلت لكم رسالتي
 لأنني أثق بكم ولأنني أريد أن أكون عبدا مؤمنا داعيا إلى الخير وأن أكون مجاهدا في سبيل الله ، لكنني أحس بأنني منافق بسبب ما أفعله من محرمات فأرجو منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح ، لكي أحقق ما اتمناه وهو الشهادة في سبيل
 الله، وأريد أن أسألكم إذا كانت الشهادة تشفع لي في ذنوبي؟ انتظر ردكم، والسلام.

الجواب

الحمد لله، وبعد:شكراً لثقتك واتصالك بنا  أخي في الله لا شك أنك –كما ذكرت- تجمع في حياتك بين تناقضات شتى ومن أهم أسبابها:) ضعف الإرادة أو القدرة على المقاومة والصمود أمام تيار الشهوات فقد اعترفت بذلك بقولك:"لا أصبر على ما أراه في الجامعة..."إلخ.وهذا العامل في نظري سبب رئيس في وقوعك المستمر في المعاصي والمخالفات، فأنت بحمد الله- لا زلت تحظى باستعدادات جيدة تمكنك من صنع الأفضل، والتقدم إلى الأمام بيد أن ضعفك أمام مطارق الشهوة وأهواء النفس الأمارة بالسوء يجعلك تقع مرة بعد مرة في أوحال المعاصي ولذا لا مناص من معالجة هذا
 الضعف الا بكثرة الدعاء، ومعاندة النفس، وقهر سلطانها عليك بمداومة العبادة، وتدبر القرآن، ومطالعة سير السلف، ودوام التفكر بمراقبة الله سبحانه، وضرورة الحياء من نظره إليك متلبساً بانتهاك حرماته.) ومن الأسباب أيضاً في معاناتك اختلاطك بالفتيات في أروقة الجامعة، وقاعات الدراسة، فما الذي يجبرك على الدراسة المختلطة، 
وقد رأيت نتائجها موافقة للحرام من النظر والكلام والخلطة السيئة مع الفتيات؟ وأي فائدة يجنيها الدارس في تلك الجامعات المختلطة إذا خسر دينه وشرفه ومروءته؟!أعتقد –بارك الله فيك- أنك بأمس الحاجة إلى صدق التوبة مع الله والتخلص من هذه الأعمال التي تمارسها على الفور إن كنت جاداً في التطلع للجهاد وإقامة دولة 
الإسلام! فجهاد نفسك أسهل من مجالدة العدو بالسيوف والرماح فإن عجزت عن مجاهدة نفسك فكيف تقوى على منازلة الخصوم فوق ميادين القتال؟! فبادر –حفظك الله- إلى تزكية نفسك بالعمل الصالح وصيانتها من أسباب العطب والهلكة واصدق الله في طلب الشهادة يبلغك الله منازل الشهداء ولو مت على فراشك كما صح ذلك
 عند مسلم من حديث سهل بن حنيف –رضي الله عنه-. وأما سؤالك أخيراً عن أثر الشهادة في سبيل الله فلا  شك أنه قد صح الحديث عند أبي داود وغيره إن للشهيد ست خصال أعلاها أن يغفر له من أول قطرة من  دمه، فأمّل خيراً وأبشر، وفقك الله وأعانك.

الأحد، 26 يونيو 2016

مشكلة فتاة ؟ ارتكبت معصية وتحدثت مع شاب، فهل أنا زانية؟




السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة ملتزمة وخلوقة، ولكن غرني الشيطان وتعرفت على شخص كنت أتكلم معه في الهاتف،ولكنه أصبح يتحدث عن الملابس، وماذا أرتدي، وكنت أوقفه عند حده، ولكنه في يوم تمادى،وبدأ يتكلم في أشياء خطيرة، فأغلقت الهاتف، وندمت على ما فعلت، وتركته منذ ذلك الحين،وخائفة من ربي، فهل أنا بفعلتي تلك أعتبر زانية؟ أرجوكم انصحوني، فأنا لا أعرف ماذا أفعل؟


الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونهنئك على الانتباه والتوقف عن التواصل مع ذلك الذئب، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يتوب عليك وأن يصلح الأحوال،
وأن يهيئ لك الزوج الصالح الحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
نتمنى أن تحافظي على التزامك وأخلاقك وتستري على نفسك، واتعظي بما حصل، واشكري الله عز وجل، واعلمي أن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وقد أحسنت بالتوقف، وننصحك بالستر على نفسك،وحبذا لو غيرت رقم التواصل الذي يعرفه ذلك الشقي.ولا يخفى على أمثالك أن الشيطان يستدرج ضحاياه ويزين لهم فعل القبيح، والمشكلة أن الفتاة سرعان ما تصدق،والغواني يغرهن الثناء، أما الرجل فلا يكتفي بالكلام ولا يتوقف عنده، بل يظل يحاول ويلح حتى يسقط الضحية، 
ولهم في ذلك حيل وأساليب.وأرجو أن تتوقفي تماما عن الكلام معه، أو إرسال الرسائل، وعلى من يريدك من الرجال أن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، واعلمي أن الرجل يحترم الفتاة التي لا تتوسع معه في الكلام، ويحتقر من تقدم التنازلات حتى لو تم الزواج، فإنها يهينها ويذكرها بجريها وراءه ويشك فيها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكرك بأن الندم توبة، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وما حصل منك لا يعتبر زنا، ولكنه أمر مرفوض شرعا، والتوبة تمحو ما قبلها، فأكثري من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات، واقتربي من الصالحات، وتدرجي في العلم والفضل حتى تكوني من المصلحات، ونحيى فيك مشاعرك النبيلة
 وضميرك الحي الذي دفعك للتوقف عن الخطأ، وحملك على التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.

الجمعة، 24 يونيو 2016

مشكلة فتاة , هل أقبل بهذا العريس أم ارفض





أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، وملتحقة بمنهجية الماجستير قسم شرعي، ومن عائلة محافظة، وأبوين كريمين وحالتنا المادية ممتازة ولله الحمد، وأنا متوسطة الجمال.. لقد تقدم لخطبتي شاب عمره سبعة وعشرون عاماً، وملتزم وحافظ للقرآن وإمام لمسجد،وطالب علم، ولكنه لازال يدرس في المستوى الرابع في الجامعة، وقد سبق وأن اعتُقِل لمدة خمس سنوات، والآن هو غير موظف.. والدي معجب به كثيراً وبأخلاقه ودينه، أما أنا ففي حيرة شديدة لا يعلمها إلا الله.. أفيدوني -بارك الله فيكم- هل أوافق عليه أم لا؟


الجواب
الأخت الفاضلة... 
إن استشارتك في هذا الأمر دليل على إدراكك الكبير لخطورة الارتباط الزوجي، وهو علامة على ما تتمتعين به من العقل الحصيف.: وهذا الأمر يعتمد البتّ فيه على عدة أمور:
الأول: مدى (نضج) رؤية والدك حفظه الله، وهل هو ممن تأسره المظاهر، أم لديه بعد نظر لما وراءها.
الثاني: كون خاطبك إماماً (رسمياً) لمسجد، يتبعه سكن للإمام. الثالث: كون خاطبك رجلاً متطلعاً، عالي الهمة، بحيث إنه يبحث عن عمل، ويستشعر المسؤولية تجاه البيت والزوجة، حين يعبر بوابة الزواج.. خاصة وبعض الشباب يجمع بين الدراسة والعمل الإضافي.. اللهم إلا أن يكون لدى خاطبك رأس مال من عمل سابق،أو مشاركة مالية بعمل.
الرابع: مدى نضج عقل خاطبك، ولهذا أهمية كبرى، ويدرك ذلك بمعرفة الأجواء النفسية والسلوكية التي تحيط بردّة فعله من موضوع ما. ويدخل في ذلك تخلصه من بعض
 الصفات النفسية السلبية، كالعصبية والعناد.. ونظافة قاموسه اللغوي من السباب والشتائم.كما يدخل فيه (ثقته) بنفسه.. فليس هو المتردد المضطرب، الذي يمثل له (تحكم) الزوجة فيه هاجساً مقلقاً، ولا هو المغرور، الذي ينفخ نفسه بالادعاء. كما يدخل فيه شعوره بالتواضع، النابع من ثقته بنفسه، وعدم أنفته أن يفيد من الآخرين، أو يبدي
 جهله (عدم معرفته) بأمر ما، وعدم استنكافه أن يأخذ معلومة تفيده أو تصحح له من أي أحد، فضلاً أن يستنكف أن تكون زوجته أرفع منه درجة علمية، فيبعثه ذلك على
 التهوين من شأنها، والتقليل من قدراتها.. وحرصه على تطوير مهاراته وإمكاناته بكل السبل؛ المباشرة وغير المباشرة. ويدخل في ذلك استقلاله في النظرة والرأي، وعدم انسياقه العاطفي وراء الآراء، تبعاً لرؤيته لأصحابها. 
الخامس: وجود قدر جيد من التوافق في الطبائع والصفات، بينك وبينه " تقارب الشخصيات والبيئات ".السادس: مدى نظرته للمرأة، والتعامل معها.. وهذا - غالباً – تفصح عنه البيئة التي نشأ بها، ومن ثم فإن نظرته غالباً – إن لم يتمتع بالعقل والعلم والاستقلالية - تكون انعكاساً لنظرة والده، وتعامله مع أمه..!!.. ويلحق بذلك – تلقائياً – موقفه الصريح والواضح من مواصلة المرأة للدراسات العليا.ولأنه ليس بين يدي إجابة عن هذه التساؤلات، فإني أضعها – بنتي الكريمة –بين يديك، ليكون قبولك لخاطبك، أو رفضك، من
 خلال تطبيقها العام. أسعدك الله في الدارين، وهداك للتي هي أقوم، في دينك ودنياك.

مشكلة فتاة , هل أقبل بهذا العريس أم ارفض





أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، وملتحقة بمنهجية الماجستير قسم شرعي، ومن عائلة محافظة، وأبوين كريمين وحالتنا المادية ممتازة ولله الحمد، وأنا متوسطة الجمال.. لقد تقدم لخطبتي شاب عمره سبعة وعشرون عاماً، وملتزم وحافظ للقرآن وإمام لمسجد،وطالب علم، ولكنه لازال يدرس في المستوى الرابع في الجامعة، وقد سبق وأن اعتُقِل لمدة خمس سنوات، والآن هو غير موظف.. والدي معجب به كثيراً وبأخلاقه ودينه، أما أنا ففي حيرة شديدة لا يعلمها إلا الله.. أفيدوني -بارك الله فيكم- هل أوافق عليه أم لا؟


الجواب
الأخت الفاضلة... 
إن استشارتك في هذا الأمر دليل على إدراكك الكبير لخطورة الارتباط الزوجي، وهو علامة على ما تتمتعين به من العقل الحصيف.: وهذا الأمر يعتمد البتّ فيه على عدة أمور:
الأول: مدى (نضج) رؤية والدك حفظه الله، وهل هو ممن تأسره المظاهر، أم لديه بعد نظر لما وراءها.
الثاني: كون خاطبك إماماً (رسمياً) لمسجد، يتبعه سكن للإمام. الثالث: كون خاطبك رجلاً متطلعاً، عالي الهمة، بحيث إنه يبحث عن عمل، ويستشعر المسؤولية تجاه البيت والزوجة، حين يعبر بوابة الزواج.. خاصة وبعض الشباب يجمع بين الدراسة والعمل الإضافي.. اللهم إلا أن يكون لدى خاطبك رأس مال من عمل سابق،أو مشاركة مالية بعمل.
الرابع: مدى نضج عقل خاطبك، ولهذا أهمية كبرى، ويدرك ذلك بمعرفة الأجواء النفسية والسلوكية التي تحيط بردّة فعله من موضوع ما. ويدخل في ذلك تخلصه من بعض
 الصفات النفسية السلبية، كالعصبية والعناد.. ونظافة قاموسه اللغوي من السباب والشتائم.كما يدخل فيه (ثقته) بنفسه.. فليس هو المتردد المضطرب، الذي يمثل له (تحكم) الزوجة فيه هاجساً مقلقاً، ولا هو المغرور، الذي ينفخ نفسه بالادعاء. كما يدخل فيه شعوره بالتواضع، النابع من ثقته بنفسه، وعدم أنفته أن يفيد من الآخرين، أو يبدي
 جهله (عدم معرفته) بأمر ما، وعدم استنكافه أن يأخذ معلومة تفيده أو تصحح له من أي أحد، فضلاً أن يستنكف أن تكون زوجته أرفع منه درجة علمية، فيبعثه ذلك على
 التهوين من شأنها، والتقليل من قدراتها.. وحرصه على تطوير مهاراته وإمكاناته بكل السبل؛ المباشرة وغير المباشرة. ويدخل في ذلك استقلاله في النظرة والرأي، وعدم انسياقه العاطفي وراء الآراء، تبعاً لرؤيته لأصحابها. 
الخامس: وجود قدر جيد من التوافق في الطبائع والصفات، بينك وبينه " تقارب الشخصيات والبيئات ".السادس: مدى نظرته للمرأة، والتعامل معها.. وهذا - غالباً – تفصح عنه البيئة التي نشأ بها، ومن ثم فإن نظرته غالباً – إن لم يتمتع بالعقل والعلم والاستقلالية - تكون انعكاساً لنظرة والده، وتعامله مع أمه..!!.. ويلحق بذلك – تلقائياً – موقفه الصريح والواضح من مواصلة المرأة للدراسات العليا.ولأنه ليس بين يدي إجابة عن هذه التساؤلات، فإني أضعها – بنتي الكريمة –بين يديك، ليكون قبولك لخاطبك، أو رفضك، من
 خلال تطبيقها العام. أسعدك الله في الدارين، وهداك للتي هي أقوم، في دينك ودنياك.

السبت، 18 يونيو 2016

مشكلة , زوجي مزاجه صعب، وعندما يغضب يهجرني مدة طويلة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا امرأة متزوجة، وأم لولد عمره تسعة أشهر، والآن أنا حامل، وزوجي شاب مزاجه صعب، وعندما يغضب يهجرني مدة طويلة، سواء كنت أنا المخطئة أم هو، ومن الممكن أن تصل مدة هجرانه لي إلى شهر من غير أن يتكلم معي، ولا حتى يأكل معي، ولا ينام في غرفة النوم، ويتركني في المنزل لوحدي، ويذهب ليسهر عند أصدقائه حتى الصباح، وكثيرًا ما أذهب له وأستسمحه حتى إن كنت ليست المخطئة، وكثيراً ما يسبني ويلعنني ويدعو علي بالموت، أنا تعبت كثيرًا منه، وأنا الآن عند أهلي وأنا حامل، ولكنه لم يتصل بي، ولم يأتِ ليتكلم معي أو مع أهلي، أو حتى ليرى ولده.. أرشدوني ماذا أفعل؟


الجواب




أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن مشكلة التعامل مع الطباع من أصعب المشاكل التي تواجه الإنسان، فالواحد منا يمكن أن يتعامل مع الهموم الناتجة عن ظروف طارئة، مهما كانت صعبة، لأنه يتأمل بأنها ذات يوم ستزول، أما الطباع التي لا تتغير إلا إذا وجدت إرادة التغيير عند الإنسان نفسه. فإن التعامل معها أمر صعب؛ لأن حلها ليس بيدنا، بل بيد الآخرين، لذلك غالبا ما تعكس  هذه الطباع بظلالها على الأشخاص المحيطين بالشخص سيئ الخلق، وتقلب حياتهم إلى جحيم في بعض الأحيان. وهذا ما حدث معك يا عزيزتي، فإن طباع زوجك السيئة جعلتك تفقدين الصبر عليه، وتتركين منزلك الزوجي. وأنا هنا أتساءل معك: هل تعتقدين بأن هذه الخطوة التي اتخذتها قد تأتي بنتيجة، مع معرفتك بطباع زوجك، فإذا كان يهجرك وأنت في بيتك مدة شهر، ألن يهجرك وأنت في بيت أهلك أشهرًا بل وسنوات؟
عزيزتي، أنا لا أستطيع أن أقول لك عودي إلى البيت واصبري إذا لم يكن لديك الإرادة والقدرة على ذلك، فالإنسان بالنهاية قدرة وطاقة، ولكن أقول لك: أعيدي حساباتك بشكل دقيق، فأنت لديك طفل والثاني على الطريق، فهل أنت على استعداد أن تتركي هؤلاء الأولاد لمصيرهم المجهول، بسبب عدم قدرتك تحمل  طباع زوجك، أم أنك ستعملين على التأقلم مع هذه الطباع وتتكيفين معها، حتى تعتادي عليها، وتخف آثارها تدريجيا مع الوقت. ومما يبشر بذلك أن زوجك لا زال في عمر الشباب، والشاب في هذا العمر يكون أكثر عصبية منه في عمر النضج والكهولة. لهذا فهذه الصفة يمكن أن تتغير كثيرًا مع مرور الزمن، ومع كبر العائلة ونضج الرجل.
وأنت هنا قد تتساءلين، ولكن ألا يمكن أن يكون هناك حل آخر غير الصبر، وأنا أقول لك بأن الحلول الأخرى مثل فرض الشروط، والطلب من الزوج أن يغير نفسه، أمور قد لا تجدي نفعا، إذ في النهاية سيغلب الطبع التطبع، وسيعود زوجك إلى أفعاله السابقة عند أول شجار بينكما، ولكن ما تستطيعين فعله برأيي هو ما يلي:
1- الطلب من كبار العائلة من الطرفين التدخل من أجل التأثير عليه، وإخباره بكل ما يزعجك منه.
2- التماس لحظات الصفاء مع زوجك من أجل التعبير له عن انزعاجك الشديد من أفعاله.
3- محاولة عدم إغضابه في الأمور التي تعرفين مسبقا أنها تسبب له الغضب.
4- إهماله في اللحظات التي يكون فيها غاضبا، وعدم المبالغة في استرضائه، فهذا الغضب مهما طال سينتهي، وعدم تفكيرك برضا زوجك وهو غاضب قد يخفف من تأثير الغضب عليك. طبعا مع عدم تقصيرك في واجباتك الزوجية والعائلية.
5- الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يهدي زوجك لما يحبه ويرضاه، فهو وحده القادر على تغيير ما في النفوس، إذ "إن قلوب الناس بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا تيأسي ولا تقنطي، واعلمي إن الله مع الصابرين.
أخيرا، يا عزيزتي، قد تقولين لي، ما ذنبي كي أتحمل مثل هذا الشخص؟ وإذا كان كل همي إرضاؤه فمن يرضيني أنا؟ أقول لك بأنه قدرك، فإذا كنت تحبين هذا الرجل وتريدين المحافظة على بيتك فما عليك إلا الصبر، أما إذا اخترت الخيار الآخر، وفقدت القدرة على التحمل، فعندئذ عليك دراسة الموضوع بطريقة أخرى. وفقك الله. 

الجمعة، 17 يونيو 2016

مشكلة , متزوجة منذ شهرين وزوجي يهملني.. ماذا أفعل؟




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ شهرين، أشعر أن زوجي لا يحبني، وعندما أسأله يقول: نعم، ولكنه لا يقولها لي، ولا يقول أي كلمة حب، وأشعر أنه يتهرب مني، ولا يحب أن يتحدث معي، ويخرج كثيراً مع أصدقائه، وعندما أتحدث معه يقول لي: أنه يريد أن ينام، ولكنه لا ينام، وأشاهده وهو على جواله ساعات كثيرة، لا أعرف ما هو السبب؟

تحطمت نفسيتي، ولا أشعر بالحب، ولا أشعر أن بيننا حوار، فقط يتحدث معي على الأكل، يسألني وأسأله، ثم يقوم بسرعة ويتركني بمفردي على الطعام بحجة أن أكله سريع، وأنا بطيئة بالأكل، ربما أنه لا يحب أن يجلس معي لأن كلامي قليل، ولكنه لم يعطني فرصة للحديث معه، يضحك مع أصدقائه فقط، أما معي فنادر ما تخرج منه الضحكة.
أشعر بأنني مثل الخادمة، أقوم بتجهيز الطعام وتنظيف المنزل فقط، دون الخروج معه، لم أعاتبه لأنه لا يبالي ولا يشعر بي؛ لذلك فليس من الضروري العتاب، لأنه لو كان يحبني لخرج الكلام الجميل من فمه، أشعر باليأس، فماذا أفعل وأنا في بداية حياة جديدة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً. 



الإجابــة


بسم الله الرحمن الرحيم


الأخت الفاضلة نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه
_ في بداية الزواج قد تبدو التصرفات غربية من الزوج أو الزوجة، بسبب قلة الوعي بالحقوق الزوجية، فلم يتعود على رقة المشاعر، والتعبير عن الحب، فلهذا ننصحك بالصبر، وإعطاء مساحة لإصلاح الزوج من خلال المحاولة اللينة، للفت الزوج إلى هذه الحقوق. 
_ كون الزوج قال بأنه يحبك فهذا جيد، مع أنه لا يقول ذلك على سبيل المبادرة، وإنما إذا سئل، فهذا يدل على أنه لا يكرهك فاطمئني، وأن الأمور بينكما إلى خير -بإذن الله تعالى-.
_ وإذا اردتي من زوجك أن يسمعك كلمات الحب والغزل، فابدأي أنتِ بها حتى تكسري الحاجز بينكما، فإذا فعلت ذلك فلعله يرجع عما هو فيه من الصدود.
_ حاولي الاقتراب من الزوج ومعرفة همومه وماذا يريد، فالمشاركة في همومه تجعله يلتفت إليك، وكونه يحب الخروج مع أصحابه، ويطيل الجلوس معهم فلعله يريد أن ينفس عن نفسه بسبب مشاكل يمر بها، ولهذا عليك معرفة ما لديه من مشكلات، وحاولي المساهمة في حلها إذا استطعتِ.
_ آخر كلمة قرأتها في طلب الاستشارة: " أشعر باليأس" احذري من هذه الكلمة فهي كلمة تفتح عليك باب القنوط من رحمة الله، وتفتح مجالا للشيطان للعبث بالعقل والمشاعر، ليقودك إلى ماهو أسوأ، ولهذا ننصحك بالمزيد من الصبر، وكثرة الذكر والاستغفار، والعمل الصالح، وأكثري من الصدقة وتفاءلي، وسترين خيرا -بإذن الله تعالى-. 
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى، وأسعدك في الدنيا والآخرة.